الآيات التي تدل على مشروعية التدخل للتوفيق بين المؤمنين كثيرة، وأبرزها آية في سورة الحجرات وهي قوله تعالى: "وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا..." [الحجرات: 9] توضح هذه الآية أن إذا حدث اقتتال بين طائفتين من المؤمنين، يجب على المؤمنين الآخرين أن يتدخلوا لإصلاح الصلح بينهما، وإن استمرت إحداهما في البغي والعدوان، فيجب قتالها حتى ترجع إلى أمر الله، ثم يعاد الصلح بالعدل، لأن الله يحب المقسطين (العادلين) في حكمهم بينهم.
وآيات أخرى تؤكد أهمية الإصلاح بين المؤمنين، منها قوله تعالى:
- "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ" [الحجرات: 10]
- "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ" [الأنفال: 1]
- "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ" [النساء: 114]
هذه الآيات تدل على فضل وأهمية الإصلاح بين الناس وعدم ترك الفتن والخلافات دون تدخل، لما في ذلك من صلاح القلوب وقطع الشحناء وتحقيق المصالح.
باختصار، مشروعية التدخل للتوفيق بين المؤمنين مستمدة من نصوص قرآنية واضحة تأمر بالإصلاح والصلح بينهم، وتعتبر ذلك من القربات التي يحبها الله. كل هذه الآيات تدل أن التدخل للصلح بين المؤمنين فرض ومحبوب في الإسلام لضمان وحدة المسلمين وسلام المجتمع بينهم.