مشركي العرب أقروا بتوحيد الربوبية، أي أنهم اعترفوا بأن الله هو الخالق، الرازق، المدبر، والمحيي والمميت للكون، ومع ذلك أضافوا شركاء في العبادة، أي أنهم لم يخلصوا العبادة لله وحده. فهم كانوا يوحدون الله في الخلق والتدبير ولكنهم أشركوا في العبادة والدعاء، مثل طلب الشفاعة من الأنبياء أو الأولياء، وهذا ما يميز توحيد الربوبية عندهم عن توحيد الألوهية الذي يدعو إليه الإسلام. النصوص القرآنية توضح أن المشركين عرفوا أن الله هو الرب الخالق، لكنهم لم يفردوه بالعبادة وحده، كما بين ذلك ابن كثير وغيره من المفسرين. بعض العلماء أبرزوا أن المشركين جحدوا بعض أسماء الله وصفاته، أو لم يطقوا بعض أسماء مثل "الرحمن" لكنها لم تنفي اعترافهم بأن الله ربهم. بناء على ذلك، توحيد الربوبية كان مشهورا ومقرًّا عند مشركي العرب، لكن الذي كان مرفوضًا ومهملاً هو توحيد الألوهية الخالص. بالتالي، مشركي العرب كانوا يعترفون بربوبية الله واتصافه بالخلق والتدبير، لكنهم شركوا معه في العبادة، وهذا الفرق أساسي في فهم التوحيد في الإسلام.