صلاة العشاء وصلاة الفجر كانت أثقل صلاة على المنافقين لأن توقيتهما يصعب عليهم الالتزام به، فالعشاء يكون في وقت السكون والراحة بعد يوم عمل طويل، والفجر يكون في وقت لذة النوم حيث يستيقظ الناس مبكرين لأداء الصلاة، وهذا ما يجعل التخلف عنهما علامة من علامات النفاق. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا»؛ أي أن المنافقين يجدون صعوبة في أداء هاتين الصلاتين بالذات رغم الفضل العظيم فيهما. ويضاف إلى ذلك أن المنافقين يصلون غالباً لرياء الناس وعندما لا يشاهدهم أحد مثل وقت العشاء والفجر، فغالباً ما يتركونهما. أما المؤمنون فإنهم يحرصون على الصلوات كلها، وخاصة هاتين الصلاتين رغم صعوبة توقيتهما لما في الصلاة من أجر وثواب عظيم.
كما أوضح العلماء أن سبب ثقل هاتين الصلاتين على المنافقين يعود لقوة الداعي إلى تركهما بحيث أن وقت العشاء هو وقت السكون والراحة، ووقت الفجر وقت لذة النوم، وهذا يجعل المنافقين يتكاسلون عنهما ولا يحضرون الجماعة إلا إذا كان هناك دافع خارجي قوي، في حين أن الخاشعين والموحدين يقدرون فضل هذه الصلوات ويحرصون عليها.