لماذا يخاطبنا الله بصيغة الماضي

just now 1
Nature

الله يخاطبنا في القرآن الكريم بصيغة الماضي في بعض المواضع التي تتحدث عن أحداث مستقبلية مثل يوم القيامة للحكمة التالية:

  1. التعبير بصيغة الماضي يدل على تحقيق وقوع الحدث لا محالة، أي أن هذه الأحداث المستقبلية هي حقائق مؤكدة وواقعة عند الله، فهو ينزلها بمنزلة الواقع ليؤكد يقين حصولها، كما لو أنها قد حدثت بالفعل، وهذا يعزز إيمان المستمع ويزيل الشكوك بشأن وقوعها.
  2. الأسلوب هذا يختلف عن أسلوب البشر، وهو من إعجاز القرآن الدال على أنه كلام الله، إذ أن الله تعالى يرى كل شيء في وقت واحد وليس مرتبطاً بالزمن كما نراه نحن. المستقبل عند الله كالماضي بالنسبة لنا، ولذلك يعبر عنه بصيغة الماضي.
  3. أيضًا، من الناحية النفسية، الحديث عن المستقبل بصيغة الماضي يؤثر بشكل أقوى على الإنسان لأن الدماغ يستجيب للحقائق الماضية أكثر مما يستجيب للتوقعات المستقبلية، مما يجعل الوعد الإلهي أثراً أبلغ وأعمق على نفس المؤمن.
  4. المفسرون وعلماء اللغة وعلوم القرآن يؤكدون أن التعبير بالماضي عن المستقبل لتأكيد وقوعه، وكأن الحدث قد تحقق بالفعل، وهذا من التفنن في البلاغة القرآنية بهدف ترسيخ الحقائق في ذهن السامع.

بعض الآيات التي استخدمت هذه الصيغة تدعو للتأمل في هذه الحقيقة، مثل قوله تعالى: "ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض" (النمل:8) حيث حدث بصيغة الماضي رغم أنه مستقبل، لتأكيد تحقق وقوعه.