المراد بعبارة "ذكر الله على كل أحيانه" يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله سبحانه وتعالى في كل أوقاته وأحواله، سواء كان في حال طهارة أو حدث، قائمًا أو قاعدًا، مسافرًا أو مقيمًا، وفي كل ظروف حياته بدون انقطاع. أي أن الذكر كان دائمًا ومتواصلًا في جميع أوقاته، سواء في الصباح أو المساء، وبعد الصلوات، أو في أي وقت من أوقات اليوم، وشمل كل أنواع الذكر سواء كان تسبيحًا، تحميدًا، تهيلا، تكبيرًا، استغفارًا، أو قراءة للقرآن، ولم يشترط أن يكون الإنسان على طهارة. وهذا يدل على العموم والشمولية في الذكر ودوامه كجزء من حياة الإنسان المسلم المعتاد عليها مثل التنفس. الحديث يبرز أهمية الذكر الدائم لله تعالى، وأنه يحقق أمان النفس ويجنب النسيان الذي يسبب الشقاء، ويوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا جدًا على الذكر المستمر وهذا أعظم أنواع العبادة وسبب لزيادة المحبة والخشوع لله تعالى. بالتالي "على كل أحيانه" تعني في كل وقت من أوقات حياته وفي كل حالاته، فالذكر كان ملازمًا له في كل الأوقات وأحواله.