بناء الأهرامات في مصر القديمة كان إنجازًا هندسيًا ضخمًا استغرق سنوات عديدة وتطلب تخطيطًا وتقنيات متطورة. أساسًا، الأهرامات بُنيت من كتل حجرية ضخمة تم قطعها من المحاجر ونقلها إلى موقع البناء باستخدام وسائل متعددة، منها الزلاقات الخشبية المدعمة بجذوع النخل المستديرة لتسهيل السحب، مع ترطيب الرمال لتقليل الاحتكاك. كما استُخدمت السُفن والقنوات المائية لتنقل الأحجار عبر نهر النيل. بعد نقل الأحجار، كان يتم رفعها وتكديسها بطريقة هندسية دقيقة باستخدام منحدرات متنوعة، أحد أشهرها المنحدر الخارجي والداخلية. لم يكن هناك استخدام للجبس أو الأسمنت، وإنما تم تكسية الأهرام بطبقة من الحجر الجيري الناعم. استغرق بناء الهرم الأكبر حوالي 20 عامًا، كما أكد المؤرخ هيرودوت. كان لدى المصريين القدماء أدوات من النحاس والمواد الكاشطة مثل رمل الكوارتز لقطع ونحت الأحجار، وخاصة الأصعب منها كالجرانيت المنقول من محاجر أسوان. كما تشير بعض الدراسات إلى إمكانية استخدام نوع من الخرسانة الحجرية المصبوبة في بعض الأهرامات، لكن هذا لا يزال موضوع نقاش علمي. بناء الأهرامات كان عملًا منظمًا ضمن فريق عمل ضخم برئاسة مهندسين وفنيين مثل "ميرمر" الذي ذكر اسمه في بردية وادي الجرف. باختصار، الأهرامات بُنيت عبر استخراج ونقل كتل ضخمة من الحجر، رفعها وتثبيتها باستخدام تقنيات منحدرات وزلاجات خشبية ورطوبة الرمال، مع الاهتمام بالدقة في التصميم والهندسة، واستنادًا إلى تنظيم بشري عالي الكفاءة ومعرفة متقدمة في الهندسة والمواد.