الأسباب وراء كره بعض الأتراك للعرب متشابكة ومعقدة، ومن أبرزها:
- التاريخ العثماني: الأتراك ينظرون إلى العرب بعين الغطرسة والتعالي بسبب اعتقادهم أن العرب هم من هزموهم في جزيرة العرب وخسروا معركتهم في زمن الإمبراطورية العثمانية، التي كانت مستعمرة للدول العربية. يرى الأتراك أن العرب خانوا الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وهذا سبب مكّن الرواية التركية من شيطنة العرب وتوجيه الكراهية إليهم تاريخياً.
- القومية التركية والعرقية: لدى الأتراك شعور بالتفوق العرقي والثقافي على العرب، خاصة سكان الخليج، مع اعتبار أن ثروات الخليج هي ميراث تركي مسروق منهم، مما يولد مشاعر الحقد والحسد. ويضاف إلى ذلك الانقسام الطبقي داخل المجتمع التركي ومفهوم "الأتراك البيض والسود" مما يعمق التفرقة.
- الكراهية السياسية والدينية: هناك توترات سياسية مثل الأزمة السورية واللاجئين، حيث حملت الحكومة التركية والقطاعات الشعبية الأزمات إلى ملف اللاجئين العرب، مما زاد من سوء العلاقات والكراهية. كذلك هناك تناقضات في الهوية التركية بين العلمانية والإسلامية، مع موقف أتاتورك التاريخي الذي كان يكره العرب ويعتنق علمانية تعارض الإسلام، وهذا يؤثر على النظرة الاجتماعية للعرب باعتبارهم مرتبطين بالإسلام.
- التصورات الاجتماعية والثقافية: يُلاحظ أن هناك عنصرية وعنف من قبل بعض الأتراك تجاه العرب في المواقف الاجتماعية واليومية، حيث يُستخدم مصطلح "عرابي" كإهانة ويتم التمييز في المعاملة، خاصة بعد موجات اللاجئين السوريين، مما يعزز الصورة السلبية بين الطرفين.
- العزلة الثقافية: الأتراك يميلون إلى الانغلاق على ثقافتهم ولغتهم، وقلما يتعلمون اللغة العربية رغم ارتباطهم بالدين الإسلامي، مما يزيد الفجوة الثقافية ويعزز الشعور بالتفوق.
لا يعني هذا أن كل الأتراك يكرهون العرب، فهناك اختلافات كبيرة بين أفراد المجتمع التركي، لكن الأغلبية المسيطرة تحمل تلك المشاعر بسبب هذه العوامل المتداخلة على مدى تاريخ طويل.
هذه العوامل التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية تتداخل لتفسر سبب وجود مشاعر كراهية وحقد بين بعض الأتراك تجاه العرب.
