الشيعة لا يكرهون عائشة بن أبي بكر رضي الله عنها، لكن بينهم وبينها خلافات تاريخية وفكرية بارزة تعود إلى مواقفها السياسية بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أهم أسباب الانتقاد والاختلاف عند الشيعة تجاه عائشة تتضمن:
- يعتقد الشيعة أن عائشة كانت معادية لأهل البيت، خاصة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. هم يرون أن معركة الجمل التي قادتها كانت ضد علي بهدف إسقاط خلافته، وليس فقط طلبًا للقصاص لمقتل عثمان بن عفان.
- يتهم بعض الغلاة من الشيعة عائشة اتهامات غير مثبتة مثل مشاركتها في مؤامرات ضد الإمام علي، أو حتى في تسميم النبي محمد، لكن هذه الاتهامات غير مقبولة لدى غالبية علماء الشيعة المعاصرين.
- على الجانب الآخر، كثير من علماء الشيعة المعاصرين ينفون الإساءة لعائشة ويحرمون السب والذم تجاهها لأن ذلك يسيء إلى النبي وأمهات المؤمنين ويرسخ الفرقة بين المسلمين.
- الشيعة ينفون أيضًا تهمة "حادثة الإفك" التي نُسبت لها في بعض الروايات، ويؤكدون براءتها منها ويذكرون أن المتهمة الحقيقية كانت ماريه القبطية.
- رغم النقد السياسي، هناك احترام في المنظور الشيعي لعفة ونقاء أمهات الأنبياء، بمن فيهم عائشة، ويرفضون الاتهامات الخطيرة مثل الزنا.
باختصار، الكراهية أو السب الذي يربطه البعض بالشيعة تجاه عائشة هو في الواقع موقف سياسي وتاريخي متجذر حول الصراع على قيادة المسلمين بعد النبي، أكثر منه كراهية شخصية أو دينية شاملة. كما أن كثيرًا من علماء ومراجع الشيعة المعاصرين ينادون بالاحترام والتقدير لعائشة وأمهات المؤمنين ويدعون لنبذ السباب لما فيه من تشويه للإسلام ووحدته.