تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية لأسباب عدة، أهمها:
- وجود خيانة في صفوف جيش الحسن، حيث انضم قائد الجيش عبيد الله بن العباس إلى معاوية بعد تلقيه رشوة، وكذلك خيانة زعماء القبائل في الكوفة الذين أعلنوا ولاءهم لمعاوية مقابل المال.
- ضعف معنويات جيش الحسن ووجود مصالح متضاربة بين أفراده مقابل قوة جيش معاوية، بالإضافة إلى محاولات اغتيال واستهداف الإمام الحسن في الكوفة، والدعايات والإشاعات التي أثرت على وحدة صفوف المسلمين.
- رؤية الحسن بأن المصالحة مع معاوية تصب في مصلحة الأمة الإسلامية حفاظًا على دماء المسلمين وبغية استقرار الوضع، حيث اشترط على معاوية شروطًا تحمي شيعة علي وتحفظ مصالح المسلمين، ومنها أن تكون الخلافة من بعد معاوية للحسن أو لأخيه الحسين، وألا يسيء معاوية لأنصار علي.
- سميت سنة تنازل الحسن عام الجماعة، حيث اجتمع الناس على مبايعة معاوية بعد تنازل الحسن، وبايعه الناس جميعًا لإحقاق السلام ودرء فتنة بين المسلمين.
- الحسن رضي الله عنه اختار ما عند الله وترك النزاع لمعاوية رغبة في صلاح الأمة وحقن دمائها، وليتمكن الحسين من كشف مكائد بني أمية فيما بعد.
باختصار، تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية حفاظًا على وحدة الأمة الإسلامية ودرءًا للدماء، بعد وقوع خيانات وضعف في صفوفه، وضمن شروطًا للحفاظ على حقوق أهل البيت وأنصار علي، فدخل بذلك في صلح عرف بـ"عام الجماعة" حيث اجتمع الناس على مبايعة معاوية.