سُمي الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بـ"أبو تراب" لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أطلق عليه هذه الكنية عندما وجده راقدًا في المسجد وقد سقط تراب على جانبه، فقال له مبتسمًا: "قم يا أبا تراب". وكان هذا اللقب من أحب الألقاب إلى نفس الإمام علي. كما أن لهذه التسمية دلالات روحية ومعنوية حيث يقال إن الإمام علي هو "صاحب الأرض" وحجّة الله على أهلها بعده، وله بقاؤها وسكونها إليه. كذلك يشير اللقب إلى علاقة متينة بالتراب والعبادة، فكان علي يطيل سجوده حتى يعلق التراب في وجهه، مما يبرز تواضعه وتقربه إلى الله. يضاف إلى ذلك تفسير يقول إن شيعة علي يُسمون "ترابًا" بسبب تذللهم وانقيادهم له، ومن هنا جاء لقب "أبو تراب" دلالة على زعامته وقيادته لهم. كانت قصة التسمية مشهورة في حديث النبي حين زار ابنته فاطمة رضي الله عنها في بيتها فلم يجد عليًا، فلما علم أنه في المسجد وجده مضطجعًا وقد أصابه تراب، فمسحه النبي وقال: "قم يا أبا تراب". وكان علي رضي الله عنه يفرح ويفخر جدًا بهذه الكنية.