نوح عليه السلام سُمي بـ"أبو البشر الثاني" لأنه كان الأب الثاني للبشرية بعد آدم عليه السلام، وسبب هذا اللقب أن البشرية التي عاشت بعد الطوفان العظيم كانت كلها من ذريته، حيث أغرق الله الأرض بطوفان قضى على كل البشر ما عدا نوح وأولاده وبعض المؤمنين معه في السفينة. لذلك، يعتبر نوح أبو البشر من بعد آدم، لأنه الأب الذي أنجب البشرية الجديدة بعد الطوفان، ولهذا اختصاص شرف الأبوة على كل من بعده من البشر إلى يوم القيامة. هذا المعنى واضح في قوله تعالى: ﴿ جَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴾ (سورة الصافات: 77)، حيث يدل على أن من بقي من البشر هم ذرية نوح عليه السلام بعد الطوفان. وبذلك، يميز العلماء نوح بأنه "الأب الثاني" للبشرية، حيث أن آدم هو الأب الأول، لكن بعد الطوفان، استؤصلت البشرية القديمة وبقي نسل نوح فقط، فأصبح هو الأب الثاني للبشر كلهم. كما أن هذا اللقب لا ينكر أن آدم عليه السلام هو أبو البشر جميعًا بأصل الخلق، وإنما يشير إلى أن نوح عليه السلام هو الأب الثاني للبشرية بعد الطوفان الذي جدَّد البشرية، وهذا ما أكده العلماء وأهل الإسلام في كتاباتهم وفتاواهم. باختصار، سمي نوح "أبو البشر الثاني" لأنه الأب الذي أنجب ذرية البشرية بعد الطوفان، وهو الأب الثاني للبشرية بعد آدم عليه السلام.