لماذا لم يؤذن الرسول في حياته ابن عثيمين

just now 1
Nature

الرسول صلى الله عليه وسلم لم يؤذن في حياته لعدة حكم وأسباب منها:

  1. كان الرسول مشغولًا بتبليغ الرسالة ورعاية مصالح المسلمين وأمورهم العامة، مما لم يجعله يتفرغ للأذان، فتكليف غيره بالأذان كان أمينًا عليه كما قال الرسول: "الإمام ضامن والمؤذن أمين".
  1. لو أذن الرسول بنفسه، لكان كل من تخلف عن الإجابة للإقامة أو الصلاة يدخل في حكم من يعصي أمره، وكان هذا قاسيًا عليهم، فالأذان به تحذير وترغيب واجتماع، فتركه للغير لينوب عنه كان أرجح.
  1. لأن الرسول كان داعيًا لا يجوز له أن يشهد لنفسه، ومن أذن فقال: "أشهد أن محمدًا رسول الله"، قد يُفهم منه أن هناك نبيًا غيره، فتجنب ذلك.
  1. وردت بعض الروايات عن أن الرسول قد أذن مرة واحدة في السفر فقط، وهو أمر ضعيف ورواية غير مؤكدة، وإذا نظرها العلماء فهي بمعنى أنه أمر بلالًا بالأذان، وليس أنه أذن بنفسه.
  1. الأئمة والخلفاء الراشدون بعده أيضًا لم يؤذّنوا بأنفسهم، بل أموا الناس، وهذا يدل على أن الإمامة كانت أوجب وأكثر ارتباطًا بمسؤوليات قيادة الأمة، والأذان يُفوض لغيرهم.

باختصار، الحكمة الأساسية هي انشغال الرسول صلى الله عليه وسلم برسالته ورعايته لشؤون المسلمين، وعدم جواز أن يشهد لنفسه، بالإضافة إلى التدرج في وظائف الجماعة بحيث يفوض المؤذن الأمانة للأذان دون أن يكون الإمام هو المعتاد على رفع الأذان بنفسه.