من قوله تعالى "ورتل القرآن ترتيلا" نستنتج أن القراءة الصحيحة للقرآن يجب أن تكون بتؤدة وتمهل، بحيث لا يعجل القارئ بقراءته بل يقرأه ببيان وتدبر، مع إتقان مخارج الحروف والوقف عليها، ليكون هذا الترتيل عونا على فهم القرآن واستيعاب معانيه. الترتيل يعني التنسيق والتنظيم في القراءة، بحيث يُقرأ القرآن بشكل جلي وواضح، مع حضور القلب والتفكر في آياته. كما أن الترتيل ليس بالضرورة أن يكون قراءة بطيئة جدًا أو تلحين، بل هو الإحسان في الأداء والتدبر مع عدم السرعة التي تلهي عن المعاني. وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أن القارئ يُقال له يوم القيامة اقرأ وارتل كما كنت ترتل في الدنيا، مما يدل على أن الترتيل من حسن تلاوة القرآن وامتثاله للسنة. الترتيل يؤدي إلى تحريك القلوب والخشوع في القراءة ويقرب القارئ من تلاوة إلهية صحيحة وحافظة على معاني القرآن.