وما تدري نفس ماذا تكسب غدا

just now 1
Nature

العبارة "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا" هي جزء من آية قرآنية من سورة لقمان (الآية 34)، والمعنى الواضح لها هو أن النفس (الإنسان) لا يعلم يقينًا ماذا سيكسب أو يحقق في الغد، سواء كانت مكاسب وخيرات أو شرور وأضرار، فالمستقبل مجهول والغيب غير معلوم للبشر. فالإنسان قد يخطط ويقدر أن يفعل أمرًا غدًا، لكنه لا يعلم علمًا يقينيًا ماذا ستكون نتيجة أفعاله، وقد يحدث ما يمنع تحقيق هذه الأهداف أو ربما يموت قبل أن يرى غده. وهذا النفي للعلم المسبق بالمستقبل يؤكد على أن الله وحده العالم بالأمر كله، وهو ما يدل على ضرورة الاجتهاد في العمل وعدم التمادي في الأمل بطول العمر أو تأجيل العمل. بمعنى آخر، الإنسان لا يملك العلم الكامل بأحداث الغد ولا بما سيجنيه من ثمار أعماله فيه، فالمعرفة الحقيقية بيد الله فقط.

هذه الآية تأتي في سياق أن "الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام"، ليبين الله تعالى أنه وحده عالم بالغيب، ولا يعلم نفس بشيء من الغيب إلا ما أطلعها الله عليه، وهذا يشمل العلم بالمستقبل والموت، بحيث لا يعلم الإنسان متى وأين يموت، أو على ماذا يكسب في المستقبل. لذا فهي دعوة للاعتماد على الله والعمل الصالح مع علم الإنسان بحدود علمه.

باختصار، "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا" تعني أن الإنسان لا يعلم ما سيجنيه غدًا من خير أو شر، وهذا تأكيد على عدم اليقين في المستقبل، وحث على الاجتهاد دون اليأس أو طول الأمل، مع اليقين بأن الله هو العليم الخبير بكل شيء.