الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤذن في حياته لعدة حكم وأسباب معروفة عند العلماء:
- كان النبي داعيًا وداعيًا لا يجوز أن يشهد لنفسه، فلو أذن بنفسه وقال "أشهد أن محمداً رسول الله" لتوهم البعض وجود نبي غيره، وهو منهى عنه.
- لو أذن النبي ولم يجب الناس وتصرفوا مخالفة للأذان لاحتُسبوا كفارًا، والنبي عليه السلام لم يرغب في أن يقع خلاف أو حرج بهذا الشأن.
- النبي عليه الصلاة والسلام كان مشغولًا كثيرًا بتبليغ الدعوة وتنظيم شؤون المسلمين ولم يكن يتفرغ للأذان، ولهذا فوّض أمر الأذان لغيره.
- من السنة أن النبي كان دائمًا يثبت الأفعال التي يقوم بها ويجعلها دائمة، ولما لم يؤذن بنفسه فهو يدل على أن الأذان عبادة مستقلة ينبغي أن يقيمها غير الإمام.
- الأمر مرتبط بحكمة التشريع؛ فالإمام أمانة والمؤذن أمين، فالنبي كقائد ومؤسس للدعوة كان يحمل الأمانة، ودفع الأذان لأمين آخر.
هذه الأقوال مستمدة من أقوال العلماء والفقهاء كابن عبد السلام، وعمر بن الخطاب، والنووي، وغيرهم، وتمتدد هذه الحكمة أيضًا إلى عدم فرض تشديد على الناس لترك الأذان لو كان النبي قد أذن بنفسه. باختصار، لم يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لأنه كان داعيًا ولا يجوز له أن يشهد لنفسه، وكان مشغولًا بتبليغ الدعوة وشؤون المسلمين، والأذان أمر فُوض لغيره، وليس في ذلك أي نقصان أو قطع في مشروعية الأذان أو فضل الأذان مقارنة بالإمامة.
