الشيعة لا يكرهون السنة ككل، لكن هناك خلافات تاريخية وعقائدية وسياسية بين الطائفتين أثرت على العلاقات بين أتباعهما. هذه الخلافات تعود أساساً إلى النزاع حول من كان الأحق بالخلافة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يؤمن السنة بأن أبو بكر هو الخليفة الشرعي الأول، بينما يرى الشيعة أن الإمام علي هو الأحق بالخلافة. هذا الاختلاف في الرؤية كان له آثار تاريخية عميقة، خاصة بعد ما يُعرف بواقعة كربلاء ومقتل الإمام الحسين، والذي شكل نقطة فارقة في العلاقة بين الطائفتين. علاوة على ذلك، اختلفت العقائد بين الطائفتين، فمثلاً الشيعة يؤمنون بعصمة الأئمة الإثني عشر وأنهم معصومون من الخطأ، بينما يرى أهل السنة أن العصمة تقتصر على الأنبياء فقط. كما أن تقييم الصحابة يختلف، حيث يعتقد أهل السنة أن جميع الصحابة عدول ويجب الرضا عنهم، بينما يرى الشيعة أن بعض الصحابة كانوا من الذين أخطأوا أو خالفوا الإمام علي. كل هذه الأمور، إضافة إلى الصراعات السياسية والتاريخية، أدت إلى تراكم الكراهية أو العداء بين بعض الأفراد والجماعات من الطرفين، وذلك سواء بسبب اضطهادات تاريخية أو المنافسات السياسية الحديثة، خاصة بعد الثورة الإسلامية في إيران وتأثيرها في المنطقة. لذا يمكن القول إن الكراهية ليست شاملة أو موروثة من الجميع، لكنها ناتجة عن تراكم خلافات وتوترات تاريخية وعقائدية وسياسية، وهي ليست السبب الوحيد بل محور العلاقات المتشابكة بين السنة والشيعة التي تشمل أيضاً التعاون والتعايش في كثير من الأحوال.