نعبد الله لأننا مخلوقون خلقنا الله لعبادته وحده، كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). عبادة الله ليست لمنفعته فهو غني عن عبادة خلقه، بل هي لمنفعة الإنسان نفسه، لأن الإنسان مفتقر لله ومحتاج إليه في رزقه وحياته، والعبادة تحقق للإنسان السكينة والسعادة، وتُظهر تقديره وشكره لله على نعمه. كما أن الله هو المستحق للعبادة لذاته لأنه خالق كل شيء وربه ومادبر شؤون الكون، وهو يحب أن يُعبد ويُتقرب إليه. فالعبادة حق لله على عباده وواجب عليهم لجلاله وكماله، ولأنهم مفتقرون إليه في كل شيء. بهذا، كانت العبادة تعبيراً عن علاقة الإنسان بالخالق، واستجابة لأمره، وطلب لدعمه ورحمته، وتحقيق للسعادة الروحية والنفسية.